Monday, April 8, 2019

هل يحقق هجوم قوات حفتر على طرابلس مصالح الليبيين؟

في الوقت الذي تتواصل فيه المعارك بين قوات شرق ليبيا بقيادة خليفة حفتر، وقوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في طرابلس، عند تخوم العاصمة الليبية، تثير تلك المعارك العديد من التساؤلات، أهمها لماذا قرر حفتر التقدم للسيطرة على طرابلس الآن؟ وما مدى تورط أطراف إقليمية ودولية، في الصراع الدائر في ليبيا؟ وكيف يؤثر ما قام به حفتر على الجهود الدولية، الهادفة إلى إيجاد نهاية للصراع الليبي، خاصة وأن تقدمه باتجاه طرابلس جاء قبل 10 أيام فقط، من انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الجامع، بمدينة غدامس الليبية تحت رعاية أممية.
وكان حفتر قد أعلن الخميس الماضي، عن إطلاق عملية عسكرية للاستيلاء على طرابلس، في وقت تتضارب فيه الأنباء عن سير تلك العملية، فبينما أعلنت حكومة الوفاق، استعادة مطار طرابلس القديم من أيدي قوات حفتر، أكدت قوات حفتر أنها ماتزال تسيطر عليه، في وقت أشارت فيه أنباء إلى استخدام القوات الموالية لحكومة طرابلس، لسلاح الجو في سعيها لطرد قوات حفتر، وإعادة السيطرة على المناطق التي كان قد استولى عليها.
ويتناول المراقبون عدة جوانب، فيما يتعلق بتوقيت تقدم حفتر، للسيطرة على طرابلس، ويشير بعضهم إلى أنه ربما كان قد حصل على ضوء أخضر، من قوى دولية وإقليمية داعمة له، ويتحدثون عن أن حفتر، الذي يوصف بأنه صاحب طموحات كبيرة، فيما يتعلق بحكم ليبيا، ربما أقدم على تلك الخطوة بهدف تحسين موقفه التفاوضي، في المؤتمر الدولي الذي كان مزمعا بعد عشرة ايام في (غدامس) بليبيا تحت رعاية أممية، ولا يستبعد هؤلاء أيضا أن يكون حفتر، قد استغل انشغال الجيش الجزائري بمشهد الحراك الحاصل في البلاد، كي يقوم بتنفيذ مهمته برعاية بعض القوى الإقليمية، إذ أن الجزائر كانت تعارض دوما، قيام حفتر بعمليات عسكرية من هذا القبيل نظرا لأنها تراها تهديدا لأمنها القومي.
وبجانب الجدل الدائر حول التوقيت الذي اختاره حفتر، يثار جدل آخر يتعلق بالأطراف الإقليمية، المتحكمة في الصراع الدائر في ليبيا، إذ يرى البعض أن ما أقدم عليه حفتر، لم يكن ليقدم عليه دون حصوله على ضوء أخضر، ودعم من قوى اقليمية، بجانب دعم آخر من قوى دولية.
ويبدو جليا لمن يتابع الشأن الليبي، أن حفتر، يتلقى دعما كبيرا، من قبل كل من مصر والإمارات العربية، والمملكة العربية السعودية، وكان حفتر قد زار الرياض قبل أسبوع واحد، من بدئه هذه العملية العسكرية، وسط تكهنات بأن السعودية كانت على اطلاع، على ما ينوي القيام به، على الجانب الآخر يتهم حفتر دوما، كلا من تركيا وقطر بدعم حكومة السراج المعترف بها دوليا في طرابلس.
وفي الجانب الدولي ورغم اعتراف الأمم المتحدة بحكومة السراج في طرابلس، كحكومة رسمية لليبيا، يرى مراقبون أن هناك حالة من الرضى من قبل بعض القوى الدولية، تجاه ما يقوم به حفتر. ورغم أن حكومات كل من الولايات المتحدة وإيطاليا والإمارات وفرنسا وبريطانيا، قد أصدرت بيانا مشتركا دعت فيه إلى وقف التصعيد، وأكدت على عدم رؤيتها لحل عسكري للصراع، يرى المراقبون للحالة الليبية أن هذه الدول صمتت في الساعات الأولى، لبدء حفتر عمليته العسكرية، وأن ردها لم يأت إلا بعد أن ووجه برد قوي، من قبل قوات حكومة الوفاق في طرابلس، بما يفيد من وجهة نظرهم بأن كل ما يصدر عن تلك الدول هو مجرد عبارات دبلوماسية.
ومنذ سقوط حكم الرئيس الليبي معمر القذافي، انقسمت ليبيا بين جهتين متنافستين على السلطة، أحدهما حكومة "الوفاق الوطني" في طرابلس، بقيادة فايز السراج، والأخرى في شرق ليبيا متحالفة مع قوات شرق ليبيا بقياة حفتر.
برأيكم:
هل يحقق هجوم قوات حفتر على طرابلس مصالح الليبيين؟
هل يعمق الازمة في ليبيا أم يساعد على حلها؟ وهل يزيد هوة الخلاف بين شرق ليبيا وغربها أم يساعد على تجاوزها؟
من يساند حفتر ومن يساند حكومة السراج المعترف بها دوليا؟
لماذا جاءت عملية حفتر في هذا التوقيت؟
حدثونا عن مدى تأثير المعارك عليكم إذا كنتم من سكان العاصمة الليبية؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 8 نيسان/إبريل من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش.

No comments:

Post a Comment